Canalblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Publicité
الصحراء المغربية
29 juin 2006

الشعب المغربي يخلد اليوم الذكرى الـ 37 لاسترجاع سيدي إفني

20060629_b_sidi_20ifni2يخلد الشعب المغربي ومعه قبائل أيت باعمران اليوم الجمعة الذكرى السابعة والثلاثين لاسترجاع سيدي إفني، وهي مناسبة لشباب الجيل الجديد، لكي يغرف من ينابيع الروح الوطنية والملاحم البطولية للمغرب .

لقد جرى استرجاع هذا الجزء من التراب الوطني في 30 يونيو 1969 بعد الكفاح المرير الذي خاضته قبائل المنطقة بقيادة موحد البلاد جلالة المغفور له الحسن الثاني، الذي كان يتابع تطور الأوضاع بروح المقاوم والقائد، ويعطي للمقاومين تعليماته التي كانت تزيدهم شحنة إضافية، في رفض التدخل الأجنبي في هذا الجزء من التراب الوطني، وهو شكل من أشكال التلاحم والنضال المشترك بين العرش العلوي وأبناء المنطقة.

ويتضح من هذا، أن قبائل أيت باعمران وحاضرتها كانت متشبثة بمغربيتها تشبثا فشلت معه جميع المحاولات، التي بذلتها القوة الاستعمارية الإسبانية لطمس الهوية المغربية وفرض الهيمنة، إذ أغرت أبناء المناطق بشتى أنواع الإغراء، منها على الخصوص فرض الجنسية الإسبانية سنة 1946 .

لكن قبائل أيت باعمران شنت حربا ضروسا ضد الوجود الإسباني اللاشرعي والمفروض بقوة السلاح والنار، ثائرين عبر السهول والجبال، مقدمين أرواحهم في سبيل الوطن
ولم يكن لجهاد القبائل الباعمرانية طابع محلي محض، بل ساهمت إلى جانب كل الأقاليم المغربية برجالاتها ودعمها اللوجيستيكي في محاربة المستعمر، فرنسيا كان أو إسبانيا، إذ ثارت على سبيل المثال عندما أقدم الاستعمار الفرنسي على نفي جلالة المغفور له محرر المغرب محمد الخامس، فاندلعت العمليات الفدائية وشكلت بالمنطقة خلية للمقاومة للمشاركة في عمليات الفداء بالدار البيضاء وغيرها من المدن بشمال المملكة، بالإضافة إلى قيامها ليلة 24 نونبر 1957 بتطويق المراكز الإسبانية في أيت باعمران إلى أن اضطر المستعمر للجلاء عنها بعد حوالي نصف شهر، ويستردها جيش التحرير الذي حاصر مدينة سيدي إفني من جميع الجهات، وخاض معارك ضارية كان أهمها معركة العركوب ومعركة سيدي محمد بن داود وغيرهما .

وإلى جانب الانتفاضة التي سجلها الباعمرانيون وأوقفوا بها المد الاستعماري على هذه الربوع، كان جلالة المغفور له الحسن الثاني يطرق أبوابا أخرى، إذ حرك الآلة الديبلوماسية بكل قوة وفتح باب الحوار مع الجارة إسبانيا، وطرح المغفور له القضية على منابر المحافل الدولية بحنكة بالغة.

وكان أن بادرت لجنة تصفية الاستعمار في أكتوبر 1964 في الأمم المتحدة إلى اتخاذ قرار يربط بين مصير سيدي إفني والصحراء المغربية، متبوعا بقرار الجمعية العامة في 16 دجنبر 1965 مما اضطر إسبانيا للرضوخ للأمر الواقع وتسليم سيدي إفني للمغرب
ففي الرابع من يناير 1969 جرى إبرام اتفاق في مدينة فاس مع إسبانيا التزمت بمقتضاه بإعادة سيدي إفني للمغرب كنتيجة حتمية للمساعي التي بذلها المغرب في الإطار الديبلوماسي، إلى جانب تضحيات أبناء المنطقة بأرواحهم في سبيل معانقة الحرية
وبعد الاستقلال حرص جلالة المغفور له الحسن الثاني على ربط أواصر المحبة ومد الجسور بثغور المقاومة، التي أبانت عن أن حبال التلاحم والبيعة بين العرش والشعب متواصلة ومتينة لا تزعزعها صروف الدهر والأيام، وأنها متجذرة في وعي المغاربة يتوارثونها أبا عن جد.

فخلال زيارته للمنطقة في 18 ماي 1972 التي كرست اهتمامه بالمنطقة الجنوبية حرص جلالة المغفور له الحسن الثاني على أن يربط الماضي بالحاضر، ويدعو إلى تنمية المنطقة ووضعها في سير ركب التقدم "لتبتهج وتسعد وتبتسم إلى الغد المشرق" في ظل العرش العلوي المجيد .

وسيرا على النهج نفسه في الذود عن الوحدة الترابية للمملكة، أبى جلالة الملك محمد السادس، إلا أن يسير على نهج آبائه وأجداده العلويين في الوقوف سدا منيعا أمام المؤامرات التي تحاك ضد استقرار المغرب وكرامته وأمن مواطنيه وعزتهم.

يقول جلالته في الخطاب الذي ألقاه بمدينة العيون يوم 6 مارس 2002 "إن حفيد جلالة الملك المحرر محمد الخامس ووارث سر جلالة الملك الموحد الحسن الثاني قدس الله روحيهما والمؤتمن دستوريا على وحدة المغرب، ليعلن باسمه واسم جميع المواطنين أن المغرب لن يتنازل عن شبر واحد من تراب صحرائه غير القابل للتصرف أو التقسيم".

والجيل الجديد مدعو في الوقت الراهن وفي كل الأوقات إلى أخذ العبر تلو العبر من دروس المقاومة المغربية المجيدة التي جعلت على الدوام أعداء وحدتنا الترابية يحتارون ويستسلمون لإصرار المغاربة على الوحدة ورفض أي نوع من التقسيم أو التجزيئ

Publicité
Commentaires
الصحراء المغربية
Publicité
الصحراء المغربية
Derniers commentaires
Publicité