Canalblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Publicité
الصحراء المغربية
3 juillet 2006

مناورات "البوليساريو" وأسياده زوبعة في فنجان

1_83890_1_6بقلم عبد الكريم الموس  : كما كان متوقعا ، وكما هو معتاد، استعمل "البوليساريو" والذين يحركونه عن بعد ، بشكل مكثف آلة الدعاية المضادة للمغرب بهدف زرع البلبلة ، وإن أمكن ، التأثير على مجريات الأحداث ، عشية اجتماع مجلس الأمن الدولي.

وهكذا ، وجد الأمين العام للأمم المتحدة السيد كوفي عنان ، نفسه فجأة مطوقا بمجموعة من الرسائل الموجهة من طرف محمد عبد العزيز ، كما يسمى ، رئيس" الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية " ،يذرف فيها هذا الجلاد، دموع التماسيح ، حول ما يزعم أنها خروقات لحقوق الانسان بالمغرب. إنها حكاية حفار للقبور، يتحول في هذا الظرف الى منقذ.

لا أحد في المغرب يجهل أين يتواجد حقيقة محررو هذه الرسائل الذين يؤجرون أقلامهم لزرع البلبلة. ولا أحد يجهل أيضا ، الذين يملون على ما يسمى البوليساريو الخطوات التي يجب اتباعها ، والموعد المحدد لها، الذين يقترحون أين توضع الصيغ التعزيمية، ويهمسون التعابير التهديدية، ومن حين لآخر ، الشتائم الجبانة ،مستسلمين في ذلك للحقد الدفين لديهم .

ومما يدعو إلى الاستغراب في هذه المناورات المأساوية ، أن هؤلاء وأولئك، لم يتمكنوا بعد من إدراك أنه على الخريطة السياسية الدولية المعدلة ، فإن الدعاية الكاذبة تصبح مجرد مولدات دخان كالتي تستعمل من طرف المشجعين بميادين كرة القدم.

مولدات دخان تشتعل بسرعة لتنطفئ بسرعة أيضا، حيث لا تجذب اليها سوى بعض النظرات التائهة، قبل أن تنتهي تحت أقدام الجماهير ، بلامبالاة .

ونظرا لكون الأمور على هذا المنوال، فإن الأطنان من الخطب المغرضة ، وغيرها من الكتابات المعدة انطلاقا من نزوات ، التي اختلقها البوليساريو وأسياده ، منذ أزيد من ربع قرن، لم تخدمهم في شيء ،إن لم تكن قد كشفت عن حقيقتهم ،هم الذين يقومون بأدوار تختلف كلية عن شخصيتهم.

لقد ولى الزمان ، الذي كانت فيه تقنيات الدعاية التي صاغها غوبلس ، والذين أتوا من بعده ،تخلق من تلقاء نفسها ردود فعل إيجابية ، وبالتالي بعض النتائج السياسية.

ففي الوقت الذي كان محمد عبد العزيز يوجه الرسالة تلو الأخرى، وفي اعتقاده أن باستطاعته زعزعة منظمة الأمم المتحدة ،فإن المدعوة أميناتو حيدر التي نسبت الى نفسها صفة "المدافعة عن حقوق الانسان " وهو مفهوم تجهله كلية ، تجوب أوروبا من أجل ترديد نفس الرسائل ، مقدمة نفسها ، كضحية عانت الكثير.وكما يقول المثل " ما حك جلدك مثل ظفرك".

إن هذه الخرافات ، التي ترددها ،أمام حضور باهت تعطي فكرة عن هذه المهزلة ، التي تثير الضحك .

وإن من ينصت اليها ، وهي تتلفظ بهذه الترهات ،التي لقنت لها عبر دروس مكثفة ، يعتقد أن المغرب قد يكون غابة في جزيرة معزولة في كوكب آخر، الهم الوحيد لمؤسساته الرسمية ومنظماته السياسية ، ونقاباته المهنية ومنظمات حقوق الانسان، ومجتمعه المدني الخ ... القيام بمطاردة الأشخاص بدون هوادة أين ما وجدوا.

مبدئيا ، هل يجب ترديد مرة أخرى ، في مجال الدروس حول حقوق الانسان ،أن البوليساريو وأسياده ما زالوا في حاجة الى تلقي الكثير من هذه الدروس ، وليس إعطاءها، وخاصة للمغرب الذي حقق في هذا الميدان منجزات هامة سواء على المستوى المؤسساتي أو الممارسة اليومية، على مستوى الخطاب أو على أرض الواقع .إن الشهادات حول هذه النقطة ، والتي جاءت من الخارج، لا تحتاج لأي تعليق.

فطوال السنين الأخيرة ، هيأ المغرب الأرضية بكل شجاعة وحزم ، من أجل توسيع مجال الحريات وليس تقييدها.

طالقة العنان لمتاهاتها العبثية، كانت المدعوة أميناتو، تطالب في كل محطة من هذه الحملة التي تقوم بها ، بإجراء استفتاء بالصحراء المغربية، وهو مفهوم لم يعد موجودا منذ سنوات مضت ، في قاموس منظمة الأمم المتحدة ، الذي تستشهد به ،ولا في توصياتها ولا حتى في كواليسها.

إن هذا التفاوت في الحديث، المتولد من انحراف في الأفكار ، يجسد بشكل كبير، الاضطراب الذي يعاني منه البوليساريو .

فبالنسبة لها ، لا أحد غير البوليساريو، له الصلاحية للتحدث باسم الصحراويين.

لكن، ماذا تقول عن عشرات الآلاف من الصحراويين الذين يعيشون بكل طمأنينة بالأقاليم الجنوبية للمغرب؟.

وماذا تقول عن هذه الأجيال الجديدة من الصحراويين التي تجهل كل شيء عن البوليساريو؟.

وماذا تقول عن هؤلاء الصحراويين الذي تمردوا أمس بتندوف ضد هذا البوليساريو رافعين العلم المغربي وهاتفين بمغربيتهم؟.

ماذا تقول عن التدفق الهائل لأطر البوليساريو الذين تحدوا الموت للعودة الى المغرب بأطفالهم ونسائهم ؟ .

وماذا تقول أخيرا عن مئات الصحراويين المحتجزين رغم أنفهم، بمخيمات تندوف ، والذين ليس أمامهم سوى خيار واحد :الخضوع أو القمع؟.

السياسة، هي فن الإقناع بواسطة وقائع ثابتة . ولكن حينما يعيش الانسان في قلق دائم، كما هو الحال بالنسبة للبوليساريو ، الذي يتأكد لديه مع توالي الأيام، أن كل مؤشرات مصيره تتجه نحو الحضيض، فإنه لا محالة يتوجه الى هذا النوع من الانزلاق المؤدي قدما الى ملاحم من العبث.

Publicité
Commentaires
الصحراء المغربية
Publicité
الصحراء المغربية
Derniers commentaires
Publicité