ظاهرة الاحتجاز القسري
بدأت أولى ممارسات البوليساريو في موضوع الاعتداء على حقوق الإنسان في نهاية عام 1975.
فابتداء من هذا التاريخ، وجدت مجموعة العناصر، التي تشكل إدارة الحركة نفسها في مواجهة انعدام قاعدة اجتماعية ولأجل تلافي هذا النقص اختار البوليساريو سياسة اختطاف عائلات بكاملها أو عناصر منها يترددون على المراعي في البيداء أو المتواجدين في المراكز الحضرية بالصحراء.
كان البوليساريو بتبع عملية تقوم على مرحلتين:
المجموعة المكلفة بالاختطاف يقودها أيوب لحبيب (الرئيس السابق للمنطقة العسكرية الثالثة) يعاونه بشاري صالح (المسؤول السابق لسجون البوليساريو) و بشير مصطفى السيد المفوض السياسي وقتذاك المسؤول عن المنطقة الجنوبية المحصورة بين الداخلة ونواديبو وبعدما تمسك بعائلة ما أو بأفراد منها تقوم بتجميعهم في موضع سري لتشرع بعد ذلك في تنقيلهم إلى تندوف.
يتم استلام الأشخاص المختطفين في موضع يدعى "السبطي" على مسافة 5 كلم جنوبي تندوف، من طرف محمد عبد العزيز المسؤول عن مكتب تندوف آنذاك يعاونه نور الدين بلالي (الممثل السابق للبوليساريو في سوريا العائد إلى المغرب عام 1989) ومحمد تقي الله ماء العينين (الرئيس السابق لشرطة المعسكرات العائد للمغرب سنة 1992).
بعد إقامة قصيرة في السبطي توجه كل عائلة أو فرد نحو أحد المعسكرات التي تم نصبها لذلك.
تمتد الرقعة الجغرافية لهذه الحملة من داخل الصحراء إلى شمال موريتانيا ومالي وحتى إلى جنوب الجزائر في بعض الأحيان.
آلاف العائلات من ضحايا هذا العمل لازالت تكابد ألمها في جنوب تندوف حيث تجبرهم البوليساريو على البقاء بعيدين عن باقي أفراد عائلاتهم محرومين من حق التنقل والانتفاع بممتلكاتهم.