"البوليساريو" : هذيان و إخفاقات بالجملة

هلع كبير يجتاح مركب "البوليساريو" الذي تغمره المياه من كل جانب .. فبعد أن اعتاد "ربابنته " في السابق الإبحار بمساعدة الرياح الشمالية التي تهب من الجزائر التي كانت تتحكم في أموره ، فهاهم الآن وسط أمواج عاتية أفقدتهم كل وسائل معرفة الوجهة الصحيحة ، كبداية لغرق حتمي .

ولعل أكبر شاهد على ذلك القرارات الأخيرة ل"البوليساريو"، فهذه القرارات إلى جانب كونها في غير محلها فهي تعكس البلبلة والاضطراب اللذين يعيش فيها الانفصاليون الذين أصبحت توجه إليهم الآن أصابع الاتهام أكثر من أي وقت مضى بسبب أعمال التصفية الممنهجة وتكميم أفواه كل من حاول معارضة نزواتهم وعدم مجاراتها .

ومن بين أبرز الممارسات المشينة لهذا "النظام" إقدام ميليشيا "البوليساريو" ومصالح الأمن الجزائرية على تهيئة مخيم للاجئين على بعد حوالي10 كيلومترات من القاعدة العسكرية "شداد" بالقرب من تندوف حيث يستنطق حاليا كافة الأشخاص الذين شاركوا في الانتفاضة الشعبية الأخيرة.

ويتشكل هذا المخيم الذي تمارس فيه كل أشكال التعذيب ، من خيام يسهل تفكيكها في حالة حلول لجنة دولية للتحقيق ، وهو ما يشكل قمة الخداع والمكر والوحشية.

ومن أجل ضمان عدم تسرب أية معلومات عن الوضع المتفجر في المخيمات التي عزلتها السلطات الجزائرية عن العالم الخارجي ، وفي محاولة للقضاء على الطموحات المشروعة للمحتجزين ، قرر "البوليساريو" وبشكل أحادي وقف عملية تبادل الزيارات العائلية التي كان من المفروض أن تتواصل في الثاني من يونيو الجاري من وإلى إقليمي وادي الذهب وأوسرد وفقا لبرنامج الرحلات الذي وضعته المفوضية السامية للاجئين.

وقد نددت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون بهذا التعليق مبرزة على الخصوص أن التبرير الوحيد الممكن لهذا الوقف الأحادي الجانب لهذه الزيارات من طرف "البوليساريو" هو تخوف هذا الأخير ، وهو يلاحظ كيف أن السكان المحتجزين في مخيمات تندوف وبالرغم من العراقيل التي لم يفتأ يضعها (البوليساريو) ، من أن يبدي هؤلاء تشوقا متزايدا لزيارة أقاليم الجنوب" .

وحتى الآن - يؤكد نفس المصدر- فإن أكثر من12 ألف شخص ينتظرون بالفعل دورهم للاستفادة من هذه الزيارات والتوجه لجنوب المغرب للوقوف بأنفسهم على جو الطمأنينة والهدوء الذي يسود هذه المنطقة وكذا مشاركة الساكنة في الحياة الاقتصادية للبلاد وتعزيز الديموقراطية ودولة القانون بالمغرب.

وهناك مؤشر آخر للحماقة التي تغذي الهذيان الذي يسبح فيه /البوليساريو/ ويتمثل في التهديدات التي أطلقها هذا الاخير تجاه التجريدة الفرنسية لدى المينورسو.

ذلك أن صاحب هذه التهديدات المباشرة ، وهو المدعو محمد خداد منسق /البوليساريو/ لدى المينورسو ، لم يرقه موقف فرنسا المساند لموقف المغرب حول الصحراء وأفهم ذلك بشكل مباشر للتجريدة الفرنسية.

غير أن رد فعل الامم المتحدة لم يتأخر كثيرا حيث إن قائد قوات المينورسو طالب خداد الناطق باسم ميليشيات "البوليساريو" بسحب تلك التهديدات على الفور والاعتذار عنها .

وبوقوفه في وجه تطلعات المحتجزين ، وباستمراره في الهذيان والتصرفات الحقودة تجاه كل من يدعم المشروعية والقانون ، وعلى رأس ذلك الامم المتحدة ، فإن /البوليساريو/ قد كشف عن خبايا نفسه وتعرى تماما ، مظهرا مرة أخرى طبيعته الحقيقية كعدو لأولئك الذين يزعم أنه يخدمهم والذين ليست لهم من رغبة إلا الالتحاق بذويهم وببلدهم المغرب .

ولهذا فلا يمكن "للبوليساريو" وأسياده أن يظلوا دائما يتحركون ضد التيار وضد مسار التاريخ الذي سينتهي بمسح الانفصاليين من ذاكرته ليخلص المنطقة والعالم من كابوس طال أمده . إن هذا المآل لن يتأخر كثيرا فزورق /البوليساريو/ جنح وواقعة الغرق قادمة لا محالة

معا من اجل اطلاق سراح اخواننا المحتجزين بمخيمات تندوف

ملف خاص حول الانتفاضات العارمة بمخيمات الدل والعار