الشعر.. ديوان الصحراء الذي خلد أشهر معاركها
أغلب البيانات العسكرية، سواء منها تلك التي كان يصدرها المغرب أو تلك التي كانت تصدر عن جبهة البوليساريو، لم تكن تكشف عن حقيقة المعارك التي كانت تتحدث عنها، فالبيانات المغربية التي كانت تصدر عن وزارة الإعلام كانت دائما تتضمن عبارة تتكرر في معظم تلك البيانات تتحدث عن "نجاح القوات الملكية المسلحة في تكبيد المرتزقة خسائر جسيمة" و"إلحاق خسائر فادحة بالعدو في العتاد والرجال". بينما كانت بيانات جبهة البوليساريو تتحدث دائما عن "الهجوم الكاسح" وعن "العودة المظفرة للمقاتلين الى مواقعهم سالمين غانمين" قبل أن ينتهي البيان بشعار الجبهة آنذاك: "وبالبندقية ننال الحرية". وبعيدا عن حرب البيانات العسكرية، التي كان لها دورها هي الأخرى في الحرب الإعلامية والنفسية بين الجانبين، أبدع الشعراء الحسانيون من الطرفين في وصف المعارك وتحريض الجنود، وقد كان من بين أولئك الشعراء جنود أو مقاتلون شاركوا في بعض المعارك ووصفوها، مثل الشاعر لحسن أفشيل ولد محمد ولد عبدالله الأيتوسي، الذي كان ضمن وحدات القوات المساعدة وشارك في بعض المعارك، وأنشد قصائد يحرض فيها زملاءه على القتال، يقول في إحدى تلك القصائد:
بعد يا لستعمار اهرب **** بعّد من صحرا لمغرب
سابك ما فات خزاك الرب **** وزكلت أولادك فديكات
وسابك ما فات عليك انصب **** البلا رعدات فرعدات
من جيش المغرب مكرب **** عليك مجبي بالقوات
جيش أكحل وأحمر مدرب **** على جميع الحربيات
يزحف يستكبل ومضبب **** من غبار المفجرات
ولاكد منين يركب **** رعدوبنفيخ الصاعقات
يغلك جو الحزم ويعطب **** لعدو بأنواع المفتكات
ونزيف الكوريكيمهم والذباب **** والصاروخات والفنطومات
والطنك الماشي يتكركب **** والبازوكة وأنواع لكرناد والروباعيات