إفشال محاولة إقحام الجمهورية الوهمية في اجتماع دولي

نجح المغرب، مدعوما بدول إفريقية وعربية، في إفشال محاولة ترمي إلى إقحام ما يسمى بـ "الجمهورية الصحراوية" الوهمية، في اجتماع حول الشراكة الاستراتيجية بين إفريقيا وآسيا، المنعقد بجنوب إفريقيا.

وكان اجتماع للموظفين السامين حول الشراكة الاستراتيجية بين الدول الإفريقية والآسيوية، انعقد في دوربان بجنوب إفريقيا، على إثر الاجتماع، الذي احتضنته أندونيسيا في أبريل 2005، بمناسبة ذكرى مؤتمر باندونغ.

وكانت جمهورية جنوب إفريقيا، بصفتها البلد المضيف، وجهت الدعوة إلى "الجمهورية الصحراوية" الوهمية، للمشاركة في هذا الاجتماع.

وعلم لدى مصادر مقربة من الاجتماع، أن الدبلوماسية المغربية أدانت هذه المحاولة، فور علمها بها، وأجرت اتصالات مع أغلب البلدان الإفريقية والآسيوية.

وأضافت أنه بمجرد افتتاح أشغال الاجتماع، قام الوفد المغربي، الذي يترأسه عمر هلال، الكاتب العام لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون، بالتدخل للتنديد بهذه المحاولة، مذكرا بأن المسلسل يتعلق بالدول الإفريقية والآسيوية الأعضاء في هيئة الأمم المتحدة.

ولقي الموقف المغربي مساندة من طرف العديد من البلدان الإفريقية والعربية الشقيقة، وجرى بذلك إفشال محاولة إقحام ما يسمى بـ "الجمهورية الصحراوية" الوهمية، إذ جرى رفض مشاركة هذه الأخيرة في هذا الاجتماع، سواء بصفتها طرفا أو ملاحظا.

كما أن تعبئة وإصرار العديد من الوفود المتشبثة بالشرعية الدولية أدت إلى إفشال هذه المحاولة، التي قام بها أعداء الوحدة الترابية للمملكة.

ونتيجة لذلك، اقتصر هذا الاجتماع على أشغال اللجن التقنية المتخصصة، التي شارك فيها المغرب بفعالية، والتي لم تقبل فيها "الجمهورية الصحراوية" الوهمية.

من جهة أخرى، علمت وكالة المغرب العربي للأنباء، من مصادر موثوقة، أن عائلات المعتقلين السياسيين، الذين أوقفوا خلال المظاهرات العنيفة، التي اندلعت شهر يونيو الأخير في مخيمات تندوف، تواصل اعتصامها أمام مقر ما يسمى بالكتابة العامة "البوليساريو" بتندوف.

يذكر أن ميليشيات الـ "بوليساريو" قامت باعتقال عدد من أعضاء قبيلة العيايشة، ومن ضمنهم شيخ القبيلة، الذين كانوا يحتجون على أساليب تدبير "البوليساريو"، والإجراءات التي يتبعها بخصوص تسوية ملف الصحراء، في وقت اقترح فيه المغرب مشروع حكم ذاتي للأقاليم الجنوبية للمملكة.

وكان الأشخاص المعتقلون عرضة لمختلف أنواع القمع والابتزاز.

وتطالب عائلات الضحايا بالإطلاق الفوري لسراح أقاربهم، وإدانة مسؤولي الأجهزة القمعية »للبوليساريو«، المتورطة في قمع هذه الانتفاضة.

من جهتهم، شدد أنصار "خط الشهيد" على ضرورة استقالة إدارة الحركة الانفصالية للـ "بوليساريو".

ومنيت جميع محاولات الوساطة والمصالحة، التي جرت أخيرا بين القبيلة.

وإدارة "البوليساريو" بالفشل، أمام تشبث قبيلة العيايشة بمطالبها.

وهكذا، انعقد لقاء جمع شيوخ القبيلة والكولونيل الموريتاني المتقاعد ولد بوخريس، ومصطفى ولد بدر الدين، الأمين العام المساعد للحزب الموريتاني اتحاد قوى التقدم، في 21 غشت الأخير بمخيمات تندوف، في بيت المدعو ولد أشين، أحد أعيان قبيلة العيايشة
وشددت القبيلة على ضرورة إطلاق سراح أعضاء القبيلة المعتقلين، ومحاكمة الميليشيات المسؤولة على الاعتداءات المرتكبة ضد أعضاء من القبيلة خلال المواجهات العنيفة في يونيو الأخير.

وطالب أعضاء القبيلة بوضع سيارات تحت تصرفهم للالتحاق بأرض المملكة المغربية، في حالة تجاهل مطالبهم.

من جهة أخرى، أشارت المصادر ذاتها، إلى أن مجموعة من الأشخاص، انخدعوا أمام أوهام المشروع الانفصالي، فضلوا الفرار من مخيمات تندوف للاستقرار في موريتانيا
واستنتجت المصادر أيضا أن أعدادا متزايدة من أعضاء "البوليساريو" متورطة في أعمال تهريب مختلفة، من بينها إعادة بيع المواد الغذائية، التي تأتي إلى المخيمات، عبر قنوات المساعدة الدولية.

ومن المعلوم أن هذه المظاهرات انفجرت في الوقت الذي يشهد فيه التعاطف الذي "تفتخر به" جبهة "البوليساريو" تقهقرا امتد إلى جزر الكناري، التي كانت تعتبر معقل دعم الجبهة.

كما أن الاهتمام، الذي كانت تبديه سابقا جزر الكناري تجاه »البوليساريو«، وخاصة بعض البلديات، التي كانت تعرف بمساندتها للانفصاليين بدأ يتراجع.

ويذكر أن ما يسمى بـ "مخيم 27 فبراير" بحمادة تندوف شهد في يونيو الأخير مظاهرات عارمة اندلعت على إثر اعتداء شنيع تعرض له حبدي ولد احميميد، أحد أعيان قبيلة الركيبات لعيايشة، من طرف المدعو الطالب عمي الدية، عميد ما يسمى بـ "شرطة البوليساريو".

وقامت مجموعة كبيرة من قبيلة لعيايشة بحركات احتجاجية قوية، منددة بشدة بالاعتداء الهمجي، الذي تعرض له حبدي، والذي نقل على إثره إلى مستشفى بتندوف في حالة خطيرة.

وفي الإطار نفسه، قام ما يسمى بـ "شرطة ودرك البوليساريو" بحملة اعتقالات واسعة النطاق، في صفوف محتجزي ما يسمى بـ "مخيم 27 فبراير"، شملت 20 فردا من قبيلة الركيبات العيايشة، ومن ضمنهم أحد أعضائها المسمى يحضيه ولد سلامة ولد النفاع
وأسفرت هذه التظاهرات العنيفة، التي جرى قمعها بوحشية من طرف جلادي "البوليساريو" عن إصابة 17 شخصا على الأقل وإلقاء القبض على 19 آخرين
وقد أججت هذه الاعتقالات الوضع بالمخيم المذكور الذي تواصلت به حركة الغضب الجماهيري ضد تصرفات مسؤولي ما يسمى "البوليساريو".

وأقدم المتظاهرون، في إطار التعبير الرافض لكل أشكال القمع التي تلحقهم، إلى تهديم ما يعرف بـ "المحكمة العرقية" بالمخيم، ومدرسة، بالإضافة إلى إحراق وإتلاف عدد من السيارات، والعديد من التجهيزات بالمخيم ذاته.

Comments

[mimona]

aaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaa